روائع مختارة | واحة الأسرة | قضايا ومشكلات أسرية | كيف تحقق الأسرة أهدافها المالية؟

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > واحة الأسرة > قضايا ومشكلات أسرية > كيف تحقق الأسرة أهدافها المالية؟


  كيف تحقق الأسرة أهدافها المالية؟
     عدد مرات المشاهدة: 2341        عدد مرات الإرسال: 0

بدا واضحاً اليوم أهمية التخطيط المالي للأسرة، خصوصا بعد التحديات الإقتصادية المتزايدة التي يشعر بها الكل، لكن ما زالت مجتمعاتنا تفتقر إلى القدر الكافي من الوعي بهذا الخصوص.

في الغرب -من جانب آخر- يختلف مستوى الوعي كثيراً، وهذا بالتأكيد عائد لأسباب عدة منها مستوى الثقافة المالية لديهم ووجود أنظمة مالية يتعامل معها الفرد مباشرة منذ عشرات السنين، كمؤسسات الإقراض وبرامج الإسكان وبكل تأكيد الضرائب.

تشكل بداية السنة مرحلة جديدة تتم فيها مراجعة ما سبق والتخطيط الدقيق لبقية السنة، ومن أهم أساليب تحقيق الأهداف العامة وجود خطة مالية واضحة وتنفيذها بقدر جيد من الإلتزام. تسهم الكفاءة المالية للأسرة بكفاءة إقتصادية للمجتمع ويهتم لتحقيقها الجميع، لذا تكثر في هذه الفترة عند الغرب المقالات وتروج مواد التثقيف والتوعية المالية للأفراد والأُسر، سأطرح هنا مجموعة مختارة من النصائح الملائمة لكل أسرة والتي تكررت في الأيام القليلة الماضية وشدد عليها المختصون في التخطيط المالي للأشخاص.

تستخدم مارثا مايرون، وهي مستشارة مالية وضريبية معتمدة، فكرة الأهداف الكبرى لتوضيح أهمية الأهداف، ترتبط أهداف الحكومة ومبادرات ومنظمات المجتمع بأهداف كل فرد وأسرة كوحدات مكونة للمجتمع، فالسنوات في الأخير تتشابه لولا أن كل سنة جديدة عبارة عن مجموعة جديدة من الأهداف التي يرغب الجميع في تحقيقها، لهذا يجب على كل فرد تحديد رغباته وطموحاته ومجموعة الأهداف التي لابد أن يقع من ضمنها: الأهداف المالية. فالأهداف المالية وسيلة مهمة في سبيل تحقيق الأهداف الأخرى للحصول على الرغبات بأنواعها.

لتحقيق الأهداف المالية يجب على الشخص أن يسأل نفسه: كم لديه من دخل؟ كم يحتاج ليزيد دخله خلال هذه السنة؟ ومع الأسف يتوقف البعض هنا بكسل وإتكالية يخالطهما إحباط ويأس. المنطقي أن تستمر الأسئلة ويبدأ كل شخص بكتابة فعلية للإجابات، ما سينتج هو تحديداً: الأهداف المالية وخطة العمل! وهذه تتكون عادة من حلول حقيقية -كتحسين الوضع الوظيفي والعمل الحر والإستثمار وتقليل المصروفات والإدخار- لتحقيق أرقام محددة تمثل الأهداف المالية.

يسرد بايرون إليس، وهو خبير ثروات ومستشار مالي، بعض خطوات الرجيم المالي لمن يريد تحقيق أهداف مالية خلال السنوات القليلة القادمة، حسب نصائح بايرون، يجب أولا حيازة طريقة معتبرة لرصد الأموال، سواء كان ذلك كتابياً أو إلكترونيا -مجرد كتابة المبالغ المصروفة يشكل عامل ضغط معتبر على المصروفات غير الضرورية- ثم بعد ذلك يقترح بايرون تخسيس المصروفات الدورية، خصوصا الفواتير المنتظمة، على سبيل المثال: تغيير باقة الهاتف أو التحكم الجيد في تكييف المنزل وبالتالي فاتوة الكهرباء، تَعلُّم قيمة ما قد نصرفه عادةً بسهولة مهم جداً كذلك. قد نظن بأن العشرة ريالات مبلغ بسيط لكن توفيرها يومياً يعني 3650 ريالا في السنة! الأكل خارج المنزل يعتبر أيضا من ثقوب الميزانيات، فهو مكلف جداً مقارنةً بالطبخ في المنزل، إضافة إلى أنه غير صحي أحياناً! وأخيرا: تقليل رحلات التسوق. ومن ذلك، التعود على تأجيل بعض المشتريات بلا سبب، فهذا له أثر فعّال حسب نصائح الكثير من المستشارين.

يقول أحد تقارير المكاتب الإستشارية المالية: يغفل الكثيرون عن مراجعة عقودهم التأمينية. على الرغم من أن مصروفات التأمين عموما ليست جوهرية عند الأسرة السعودية، إلا أنها تزداد أهمية كل يوم.

المطلوب على الأقل عدم الإتكال على مقدم الخدمة نفسها والمنتج التأميني نفسه لسنوات طويلة، بل يُفضل البحث والمراجعة السنوية لتفاصيل خدمة التأمين وتكلفة الخدمة والبدائل الموجودة في السوق، قد تقوم بعض الشركات بتغيير أسعارها عن طريق عروض المستجدين وتترك الأسعار كما هي للعملاء السابقين.

وحول طريقة البدء الفعلي بتغيير السلوك المالي السلبي والبدء من جديد بإيجابية، يقول مستشار متخصص: "بكل بساطة قم بصناعة ميزانية شخصية، تحدث بجدية مع من يشترك معك فيها الزوج أو الزوجة ثم حاول متابعتها والالتزام بها!.

الشرح الموجز لهذه العبارة يكمن في تقسيم السنة إلى فترات يمكن متابعتها، والأفضل دائما: أسابيع وأشهر، ثم يتم توضيح الضروريات التي لابد من صرفها -فواتير دورية، مواصلات، ورسوم- خلال هذه الفترات، وترك بعض الحيز التقديري للترفيه والزيارات الطبية ومقابلة كل هذا بالدخل، بعد هذا التخطيط الذي تُراعى فيه الدقة قدر الإمكان تتم عملية المراجعة والتصفية وتقسيم المصروفات إلى درجات: مهم، متوسط الأهمية، غير مهم.. وهكذا. مواجهة الخطة المتوقعة أفضل بالتأكيد من الهروب منها ومحاولة تجاهلها، فهذا ما يؤدي للورطات المالية أو الشعور السيئ بالضيق وقلة الحيلة، وبالتأكيد إستشارة مختص في هذه الأمور يعتبر تطورا جيدا في طريقة الحل ويمكّن من إيجاد مخارج معقولة لمن يكون وضعه أكثر تعقيداً بالقروض مثلاً أو الصعوبات المالية.

وفي النهاية، تشرح جيسون هيذ، وهي مستشارة مالية كندية، كيف يجب أن نصرف النقود إذا كنا ندير وننظم أموالنا بنجاح، وكيف أن التخطيط المالي ليس رحلة مستمرة مع التقشف والتعب، هو في الأصل مجرد تنظيم وتوزيع ملائم لرغباتنا وقدراتنا المالية، وإذا نجحنا فيه فلا بد من أن نستكمل هذا النجاح بتحقيق الهدف الأساسي منه وهو صرف الأموال لتحقيق رغباتنا وأهدافنا الأساسية.

يجب ألا نعتاد على الادخار بصورة دائمة ونصبح حبيسي القلق والعادات السيئة، فهذا يشكل تطرّفا آخر غير جميل ومعاكسا لما كنا نهرب منه في البداية، الحل الأفضل دائما في الوسط، بين التبذير والتقتير. وبهذا، لا أنسى أن أشير إلى أن مقاصد الدين الإسلامي تؤكد على مبادئ الإحتياط والتخطيط والتعاون وحفظ المال وصرفه في كل مستحق ومفيد.

بقلم: طلال الجديبي.

المصدر: مركز واعي للإستشارات الإجتماعية.